- Advertisement -
تعد قصة سيدنا يوسف من أمتع قصص الأنبياء والقصص القرآنية وأكثرها عبرة ومواعظ والتي يحبذ ثردها على الأطفال، وقد ذكرت فيها سورة كاملة تحكي تفاصيلها بكل دقة، ولد يوسف عليه السلام في فلسطين من قوم كنعان، وكان له أحد عشر أخاً ذكراً، اثنان منهم فقط أشقائه، أما الباقي فهم أخوة غير أشقاء، سيدنا يوسف ابن سيدنا يعقوب بن سيدنا إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام، وصفه النبي صلى الله عليه وسلم بالكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم، يصل نسب سيدنا يوسف إلى سام بن نوح، وفيما يلي نقص عليكم قصة نبي الله يوسف عليه السلام كاملة بالتفصيل.

قصة سيدنا يوسف كاملة
ذات يوم رأى سيدنا يوسف عليه السلام في المنام أحد عشر كوكباً يسجدون له والشمس والقمر، عندما أفاق من نومه ذهب إلى أبيه يعقوب وأخبره بما حدث، فأخبره أباه بأن لا يخبر أخوته بهذه الرؤية حتى لا يغتاظوا منه ويكيدوا له بسبب حقدهم وغيرتهم منه، حيث أن يوسف عليه السلام كان محبوباً كثيراً لدى والده مما كان يدب الحقد والغيظ في نفوس إخوته، وبطريقة ما وصل الخبر إلى إخوته، فازداد غيظهم وحقدهم بشكل كبير، وأخذوا يتناقشون فيما بينهم على تدبير مكيدة لأخيهم يوسف.
بالفعل طلب أخوة يوسف من أباهم أن يأخذوه لكي يلعب معهم ويحموه من أي أذى يصيبه، وعندما وصلوا إلى غيابات الجب رموا أخيهم في بئر هناك، وأتوا على أبيهم باكين ومعهم قميصه وعليه آثار دماء مدعين بأن الذئب قد أكل أخاهم، وعلم يعقوب أن في الأمر شيء ولكنه تغاضى عن الأمر واستعان بالله، وبينما يوسف في البئر إذ مر قوم من أمام البئر وما أن رأوا البئر وحاولوا الشرب منه، رأوا يوسف بداخله ففرحوا كثيراً وأخذوه عبداً لهم، وبعض مرور الوقت باعوه بثمن رخيص لأحد التجار ذو حسب ومال وجاه.
نشأة يوسف في بيت عزيز مصر
انتهى الأمر بيوسف في بيت عزيز مصر أميرها، وطلب من زوجته رعايته والقيام بتربيته، وما أن كبر يوسف وازداد جمالاً فتنت به زوجة العزيز، وحاولت مراودته عن نفسه وفعل الفاحشة معه، ولكن أبى يوسف عليه السلام ورفض رفضاً قاطعاً، فانتقمت منه زوجة العزيز واتهمته ظلماً وبهتاناً ورغم ثبوت براءته، إلان أنه تم إلقائه في السجن، وقضى بضع سنين به واشتهر بين الناس بتفسير الأحلام.
- Advertisement -
وفي ذات مرة جاءه رجلان أحدهما ساقي الملك والآخر خباز الملك، وحدثه الأول قائلاً بأنه رأى في حلمه أنه يعصر الخمر، والآخر أخبر يوسف بأنه رأى في منامه أنه ممسك بالخبز والطير يأكل منه ومن خبز آخر فوق رأسه، فاستغل يوسف عليه السلام الفرصة ليدعوهم إلى عبادة الله الواحد ووحدانيته وترك الشرك، وقال لساقي الملك وبشره بأنه سيخرج من السجن وسيعود لتقديم الخمر لسيده، وأما خباز الملك فقد أخبره يوسف بأنه سوف يصلب ويظل معلقاً حتى تأكل الطير من رأسه، وعاد إلى ساقي الملك وأخبره بأن يذكر اسمه عند الملك حتى يفرج عنه ويخرجه من السجن، ولكن بعد خروجه نسي الساقي أمر يوسف فلبث في السجن بضع سنين أخرى.
خروج يوسف من السجن وموقفة مع الملك
اجتمع الملك بحاشيته وأخبرهم بأنه رأى في منامه سبع بقرات سمان يأكلن سبع بقرات نحيفات، ورأى أيضاً سبع سنبلات خضر وبجانبهم سبع أخرى يابسات، وطلب منهم تفسير هذا الحلم حتى يدرك معناه، ولكن تحجج الجميع بأن هذه من الممكن أن تكون أضغاث أحلام، واعتذروا عن تفسيرها، هنا تذكر ساقي الملك أمر يوسف فذكره بأنه يستطيع تفسير الأحلام، وبالفعل بعد علمه بالحلم، أخبرهم يوسف بأنه سوف يمر عليهم سبع سنين فيها الخير الوفير والحصاد الكثير، ويجب عليهم أن يتركوا الحصاد في سنبله حتى لا يفسد، وأن يحصدوا القليل منه للأكل، وسبع سنين أخرى سيكون فيها القحط والجدب.
وقتها يستهلكوا الحصاد المخزن عندهم ويستفيدوا به، وسبع سنين أخرى سوف يكون فيها الغيث والمطر الغزير، ووصل التفسير للملك فبعث إلى يوسف ليأتيه ويخرجه من السجن، ولكنه أبى حتى تظهر براءته وعفته أمام الجميع، وبالفعل تمت تبرئته والإفراج عنه، وعندما قابل الملك طلب يوسف أن يجعله أميراً للخزينة أو لخزائن الأرض، فأوكله الملك بها ففرح يوسف وحمد ربه على نعمه وفضله.
ملاقاة يوسف لأخوته وتحقق رؤيته
حل القحط والجدب بأرض فلسطين فهرع الناس إلى مصر ومن بينهم أخوة يوسف بحثاً عن الطعام والمتاع، وبينما هم كذلك رآهم يوسف عليه السلام فأخبرهم بأن يأتوا في المرة القادمة بأخ لهم من أبيهم وإلا لن يحصلوا على شيء، وعندما رجعوا طلبوا من أباهم أن يأخذوا معهم أخاهم الأصغر بنيامين معهم، وبعد رفض شديد وافق أباهم على طلبهم، ولكي يحتفظ بأخاه عندما رجع إخوة يوسف لكي يأخذوا متاعهم وبضاعتهم، طلب يوسف من وكيله بأن يضع شيئاً لا يخصهم معهم في بضاعتهم.
بعد مرور بعض الوقت أشيع بأن شيئاً قد سرق، فطلب يوسف من وكيله بتفتيش الأمتعة، ولقوا الشيء المسروق مع إخوة يوسف، فأخبرهم بأن من يسرق يكون عبداً للملك، فأخذ أخاه وطمأنه بأنه أخوه يوسف، رجع إخوة يوسف إلى أبيهم وأخبروه بما حدث، فبكى إلى أن ابيضت عيناه من الحزن، وأمرهم بالرجوع والبحث عن أخيهم يوسف وأخيهم الأصغر، وعندما رجعوا إلى يوسف أخبرهم بأنه أخاهم، فندموا وطلبوا من المغفرة، فغفر لهم وأعطاهم قميصه وأخبرهم بأن يضعوه على وجه أبيه حتى يرتد إلى بصره، وعندما رجعوا إلى أبيهم أحس برائحة يوسف وعندما وضعوا قميص يوسف على وجه أبيهم عاد إليه بصره، وذهبوا جميعاً إلى يوسف وتحققت رأياه بأن سجدوا له جميعاً، وفرح وشكر الله كثيراً بأن أخرجه من السجن وتحققت رأياه.
- Advertisement -